قال تعالى ( وكلوا وأشربوا ولا تسرفوا) سورة الأعراف الآية 31
جمع سبحانه وتعالى علم الغذاء في ثلاث كلمات ، فعلى الصائم الاستفادة من هذه الحكمة الإلهية بان يتجنب الإفراط في تناول الحلويات و الأطعمة الدهنية و الثقيلة لأنها تزيد العبء على القلب ، و تتحول في الجسم إلى خزين من الدهون ، لذا فان تجنبها سيخفض الدهون في الدم و سيؤدي الى انخفاض في الوزن وبذلك يكون رمضان وقاية للقلب وارتياحا للجسد.
2) يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "ما زالت أمتي بخير ما عجلوا الفطور وأخروا السحور"
ان للتعجيل بالإفطار آثار صحية ونفسية مهمة ، فالصائم عند وقت الإفطار يكون بحاجة ماسة إلى ما يعوضه عما فقد من ماء وطاقة أثناء النهار والتأخير في الإفطار يزيد من انخفاض سكر في الدم ، مما يؤدي إلى شعوره بالإعياء أكثر. أوصي الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بضرورة تناول وجبة السحور ، ولا شك في أن تناول السحور يفيد في منع حدوث الإعياء والصداع أثناء النهار ويخفف من الشعور بالعطش الشديد ويستحسن أن يحتوي طعام السحور على أغذية سهلة الهضم كاللبن والعسل والفواكه وغيرها ، كما حث الرسول صلى الله عليه وسلم على تأخير السحور وذلك لتقليل فترة انخفاض السكر في الدم لأقل مايمكن وبهذا يكون الجسم غنيا عن الطعام والماء فترة الصيام دون ضرر
3) يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر" ، وعن أنس رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر قبل أن يصلي على رطيبات ، فإن لم تكن رطيبات فتمرات ، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من الماء " ، فالصائم عند الإفطار بحاجة إلى مصدر سكري سريع ، يدفع عنه الجوع مثلما هو بحاجة إلى الماء . والإفطار على التمر والماء يحقق الهدفين وهما دفع الجوع والعطش . وتستطيع المعدة والأمعاء الخالية امتصاص المواد السكرية بسرعة كبيرة ، كما يحتوي الرطب والتمر على كمية من الألياف تقي من الإمساك ، وتعطي شعورا بالامتلاء فلا يكثر الصائم من تناول أنواع الطعام ، وكذلك فأن هناك سر طبي وراء الافطار على التمر قبل الماء إذ ان شرب الماء وحده يؤدي الى دخول جزيئة الماء الى داخل الخلية العطشى ويأخذ معه ذرة البوتاسيوم مما يؤدي الى قلة نسبة البوتاسيوم في الدم وقلة نسبة البوتاسيوم في الجسم تؤدي الى اختلال في عمل القلب ، أما إذا دخل البوتاسيوم أولا عن طريق التمر (والتي هي موجودة بكثرة في التمر) و من ثم الماء صار الجسم متوازنا من حيث الماء و البوتاسيوم فلا خلل حيث ستدخل جزيئة الماء مع ذرة البوتاسيوم المتوفرة ألان بصورة طبيعية .
4) أفطر على مرحلتيـن :
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجل فطره على تمرات ثم الماء ، ثم يعجل صلاة المغرب ، ويقدمها على إكمال طعام إفطاره . وفي ذلك حكمة نبوية رائعة . فتناول شيء من التمر والماء ينبه المعدة تنبيها حقيقيا ، وخلال فترة الصلاة تقوم المعدة بامتصاص المادة السكرية والماء ، ويزول الشعور بالعطش والجوع . ومن المعروف أن تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة وبسرعة يؤدي إلى الانتفاخ وحـــدوث عسر هضم .